إذا كان المنهج الكمّي يفترض القدرة على تحويل الظواهر إلى مؤشّراتٍ قابلة للقياس أو تطويعها لتكون كذلك، وإذا كانت المناهج الكيفية تقوم على أساس الفهم البنائي للظاهرة انطلاقًا من أنّ الواقع مبنيٌّ اجتماعيًا، فإنّ الجمع بينهما في الدراسات المستقبلية هو محور هذه الورقة. وتفترض الدراسة إدراك البعدين الإبستمولوجي والمنهجي لكلٍّ من التقنيات الكمية والكيفية، وهي أبعاد بشأنها قدرٌ من التباين بين مدارس الدراسات المستقبلية، ساعيةً بذلك لبحث طرق الجمع بين المنهجين أملًا في رصد احتمالات تطّور الظاهرة وبناء سيناريوهاتها بصورة أكثر دقّة. كما تتناول الورقة العلاقة بين هدف الدراسة والتقنية الأنسب لتحقيق الهدف، وتحدّد عددًا من الشروط والمحاذير لضمان توظيف هذه التقنيات الكمية والكيفية لإنجاز بحثٍ مستقبلي دقيق.