الفكرة الأساسية لهذا المقال هي ضرورة الكفّ عن ربط التحديث بالتغريب، وعن الفصل بين العلم والثقافة، وعن الاعتقاد أنه لا يوجد سوى نموذجٍ أحادي للتنمية يكمن مفتاحه في نشر تكنولوجيا يُزعم أنها "محايدة" و"كونية". فعلى العكس من ذلك، يدعو مهدي المنجرة البلدان العربية وبلدان الجنوب إلى مقاربة القرن الحادي والعشرين بفلسفةٍ تستند إلى الرّؤى ما-بعد الحداثية بشأن فلسفة العلوم، وإلى التجربة الفريدة من نوعها لليابان. وهذا التحذير مصحوبٌ بتحليلٍ صريح ومن دون محاباة لتأخّر تأقلم المؤسّسات والإجراءات التنظيمية المعاصرة، ولأزمة النّظُم القِيَمية والتعلّمية، ليأخذ المقال في نهاية المطاف شكل مرافعةٍ لا هوادة فيها لمصلحة إعادة انبعاث الثقافة وانصهارها مع العلم، معتبرًا ذلك مفتاح البقاء على قيد الحياة في القرن الحادي والعشرين.