تنطلق هذه الدراسة من إشكالية مفادها أنه على
الرغم من أن الخيال العلمي ودراسات المستقبلات يتميزان بقدرٍ عالٍ من الدراية
لاستشراف المشاهد البديلة للمستقبل، فإنّ هذه الدراية لم تؤدِّ إلى دعم تكاملهما
المنهجي. وتُحاج بأنه مثلما تستطيع دراسات المستقبلات دعم الخيال العلمي
بمقارباتها المنهجية ترصينًا علميًا له، فإن الخيال العلمي يستطيع أيضًا رفد
دراسات المستقبلات بما يدعمها. تتطلع هذه الدراسة إلى بلورة رؤيةٍ بشأن إشكاليتين
متداخلتين لهما علاقة بتسمية الخيال العلمي في حدّ ذاتها؛ تتناول الأولى إشكالية
العلاقة بين الخيال والخيال العلمي، في حين تنصرف الثانية إلى إشكالية العلاقة بين
العلم والخيال العلمي. وأخيرًا، تربط الدراسة موضوعة الخيال العلمي بالسياقات
العربية، وبمستقبل العلوم والتكنولوجيا فيها، ولا سيما في ضوء المستجدات والتحديات
التي أتت بها جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).