إذا لم يكن ممكنًا أن نحدّد بدقّة، وعلى نحوٍ شامل، ما ستؤول إليه التطورات الاجتماعية في العالم في العقود المقبلة، بالنظر إلى تفاوت المجتمعات والسياقات الخاصة بمختلف دول العالم، فإنه يمكن في المقابل تحديد جملة من الاتجاهات الكبرى والمُهيكلة، في هذا الصّدد. ومثلما يُظهر جوليان دامون، انطلاقًا من مساهمته في تقرير "اليقظة 2016 "، تستحق أربعة اتجاهات كبرى الاهتمام. وهذه الاتّجاهات هي: تراجع مستوى الفقر في العالم، وازدياد تأكيد مكانة الطبقات الوسطى في البلدان الناشئة وتبعات ذلك في ما يتعلق بالاستهلاك، وتنامي التمديُن، وازدياد أهمية الديانات. ومن المؤكَّد أنّ هذه الاتجاهات تؤثّر بطرائق مختلفة جدًّا في الدول الفقيرة، وفي الدول الغنية. بيد أنها تظلّ حاسمةً في ما يتعلق بتطور العالم والمجتمعات التي ستشكّله في المستقبل.