راكمت الدراسات المستقبلية رصيدًا هائلً من البحوث ومحاولات التقعيد العلمي، وأصبحت تعتمد على مناهج علمية دقيقة قائمة على فلسفات شاملة عن الزمن والمستقبل والقوانين؛ غير أنّ دورها لا يزال هامشيًا في الأوساط الأكاديمية العربية لا سيما في مجال علم الاجتماع. تحاول هذه الدراسة معالجة أحد الأسباب الأساسية لهذا الفراغ المتمثّل بضعف التجسير المعرفي والمنهجي بينها، وبين التخصصات العلمية الأخرى في الحقل العلمي العربي، في زمن تغيّ براديغم التخصصات المنفردة نحو التكامل النظري والمنهجي بين التخصصات. ومن ثمّ، نعمد في هذا البحث إلى دراسة إمكانات دمج الدراسات المستقبلية في البحوث السوسيولوجية بوصفها حالة تخصصية؛ من خلال تحديد الفجوة الأبستيمية والمنهجية بين الاستشراف والسوسيولوجيا، والمقاربات الممكنة للتجسير بينهما.