تُوفّي آلفين توفلر في 27 حزيران/ يونيو 2016 ، ووُصف أثناء تأبينه بألقاب مختلفة؛ منها "فيلسوف"، و"عالم اجتماع"، و"أنثروبولوجي". وكان توفلر، أيضًا، من أوائل الحائزين رسميًا لقب "عالم في الدراسات المستقبلية". واللافت للانتباه أنّه، وقد ساهمت زوجته هايدي توفلرمساهمةً أساسيةً في أعماله، لم يتلقَّ تعليمً يُذكر في أيّ حقل من تلك الحقول. بيد أنّ هذا لم يمنع ألّ يكون له مثيل في سعة اهتماماته الأكاديمية وفي كتاباته. ويُعزى ذلك، جزئيًا، إلى الجاذبية الجماهيرية لكتاباته، وإلى تبنّي بعض الشركات الصناعية الرائدة في العالم لعمله أيضًا. أمّا علاقة هذا العمل بواقع الدول العربية الراهن فهي مثار خلاف. صحيح أنّ العالم العربي لم يشهد مرحلة تصنيع، إلا أنّ نسبةً كبيرةً ومتزايدةً من العرب تعمل اليوم في مواضع عمل "ما بعد صناعية". ومن ثمّ، تستشرف هذه الدراسة مدى ملاءمة كتابات توفلر للمجتمع العربي المعاصر.