لا ندري اليوم مدى تأثير توجهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصعود اليمين المتطرف في الغرب، في أطروحات فرانسيس فوكوياما ونزعته التفاؤلية، وفي النظرة الاستشرافية لصامويل هنتنغتون؛ علمً أنّ ترامب وأمثاله من اليمين العصبوي في الغرب نقلوا مفاهيم صدام الحضارات من علاقة خارجية لبلادهم، ول "حضارتهم"، إلى علاقة شقّت مجتمعاتهم إلى مجموعتين ثقافيتين متصارعتين؛ في وقت يكاد أن يفضح فيه "اللاشعور السياسي" بمفهوم روجيه غارودي للغرب تجاه الذات والعالم. ومن ثمّ، تأتي هذه الورقة لتطرح سؤال الاستشراف الأميركي لمستقبل العالم في علاقاته الحضارية - الدولية درسًا وتحليلً، لا سيما من منظور فرانسيس فوكوياما، ومن خلال طرح قضايا الإسلام والحداثة والربيع العربي.