يُعدّ مشروع استشراف مستقبل الوطن العربي من أهم المشاريع الاستشرافية العربية. وقد حظيَ هذا المشروع، وهو يتألّف من أربعة أقسام (الطرائق المنهجية والمعرفية المُتَّبعة، وخلاصات عن الدولة والمجتمع العربي والعرب والعالم والتنمية العربية والآفاق العالمية والإقليمية، وسيناريوهات المستقبل العربي، وحزمة السياسات وآليات التغيير)، برعاية مركز دراسات الوحدة العربية وإشرافه. وتنتهي توقّعات المشروع عام 2015، ولعلّ هذه المسألة الزمنية هي التي قامت عليها إشكالية الدراسة، وذلك في محاولةٍ لتقصّ الفارق بين استشراف المشروع لحال العرب عام 2015 وما أضحوا عليه فعلًا. فالفارق بين المُتخيّل والواقع هو إشكاليتنا الرئيسة، والأكثر مدعاةً للتأمل، في محاولةٍ للمقارنة بين تصوّرات الفريق البحثي وما آل إليه الوضع حقًّا. ويظلّ السؤال الأبرز هو: أكان هذا المشروع استشرافيًّا أم أيديولوجيًّا فحسب.